تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

التنسيق مع التحالف الإسلاميّ العسكريّ أم الانخراط فيه؟

من المستحسن ألّا ينضمّ لبنان رسمياً إلى التحالف الإسلامي العسكري على الرغم من أهمية التعاون عن كثب معه.
Lebanese army soldiers stand with displayed weapons that they received during a ceremony at Beirut airport airbase April 20, 2015. The first shipment of French weapons and military equipment arrived in Lebanon on Monday under a Saudi-funded deal worth $3 billion to bolster the Lebanese army's fight against militants encroaching from neighboring Syria. The Saudi Arabia's national flag is displayed during the ceremony. REUTERS/Mohamed Azakir  - RTX19H7S
اقرأ في 

ما برحت المملكة العربيّة السعوديّة تعلن في 15 كانون الأوّل/ديسمبر 2015 عن إنشاء التحالف الإسلاميّ العسكريّ لمحاربة الإرهاب والذي ضمّ لبنان إلى جانب 33 دولة أخرى، مستثنية إيران، سوريا والعراق، حتّى انهالت ردود الفعل من الأطراف اللبنانيّة، بما يشبه الولاء الكامل للسعوديّة أو العداء الأعمى لها. فمنها من بارك الخطوة، خصوصاً القوى السنّيّة المتحالفة مع المملكة مثل تيّار المستقبل، ومنها من سارع إلى رفضها، أمثال القوى الحليفة لإيران مثل حزب الله والتيّار الوطنيّ الحرّ. هكذا وفجأة، أضيفت مادّة خلافيّة جديدة على سجال مشتعل بين مناصري كلّ من إيران والسعوديّة في البلد الصغير. خطوة لم تعمّق الانقسام الداخليّ فحسب، إنّما زادت من غوغائيّة المشهد السياسيّ اللبنانيّ. وأضعف ذلك الحكومة اللبنانيّة، فكلّ وزير يغنّي على ليلاه ويدلي بموقف من المبادرة السعوديّة مختلف عن الآخر. لا يزال النقاش الديمقراطي الذي يركّز فقط على مصلحة لبنان الوطنية بدلاً من التركيز على رعاة الحروب بالوكالة مثل إيران والسعودية بعيد المنال.

 فبينما أكّدت دول عربيّة ودوليّة مثل بريطانيا وتركيا ومصر في بيانات رسميّة تأييدها توجّه المملكة العربيّة السعوديّة– حتّى موسكو أعلنت أنّها سوف تدرس التحالف العسكريّ الإسلاميّ- انقسم لبنان الرسميّ حول هذه المسألة. وقالت وزارة الخارجيّة اللبنانيّة، في بيان رسميّ في 15 كانون الأول/ديسمبر إنّها "لم تكن على علم مسبق بالموضوع وإنّها لم تستشر لا من قريب ولا من بعيد"، معتبرة أنّ الأمر "يمسّ بموقع لبنان، وصلاحيّات وزارة خارجيّته". أمّا رئيس الوزراء اللبنانيّ تمّام سلام وغداة الإعلان عن إنشاء التحالف، فقد عبّر عن ترحيبه بهذه المبادرة في تصريح نشره مكتبه الصحفي انطلاقاً من "كون لبنان على خطّ المواجهة الأماميّ مع الإرهاب، حيث يخوض جيشه وكلّ قوّاته وأجهزته الأمنيّة معارك يوميّة مع المجموعات الإرهابيّة". من جهّته، اعتبر ممثّل حزب الكتائب وزير العمل سجعان قزّي في حديث تلفزيونيّ مع قناة MTV، أنّ لبنان، كدولة مدنيّة، لا يجوز له الانضمام إلى حلف إسلاميّ أو مسيحيّ. أمّا وزيرة المهجّرين والقريبة من الرئيس السابق والمدافع عن نظريّة تحييد لبنان عن الصراعات الإقليميّة العماد ميشال سليمان، أليس شبطيني، فقد اكتفت بالقول في مقابلة مع إذاعة صوت لبنان في 15 كانون الأول/ديسمبر إنّها لم تطّلع على "قرار انضمام لبنان إلى التحالف الإسلاميّ العسكريّ".

Access the Middle East news and analysis you can trust

Join our community of Middle East readers to experience all of Al-Monitor, including 24/7 news, analyses, memos, reports and newsletters.

Subscribe

Only $100 per year.