في 17 تشرين الثاني/نوفمبر، في مباراة كرة قدم ودّية بين تركيا واليونان، قاطعت مجموعة من المشاهدين الأتراك دقيقة صمت تكريماً لضحايا اعتداءات تنظيم الدولة الإسلاميّة (داعش) في 13 تشرين الثاني/نوفمبر في باريس، مصفّرة ومردّدة شعارات وهاتفة "الله أكبر". ولا يمكن اعتبار هذه الحادثة التي وقعت في ملعب باشاك شهير في اسطنبول مجرّد عمل عاديّ من أعمال الشغب لثلاثة أسباب مهمّة.
أوّلاً، يبيّن هذا الاحتجاج أنّ شريحة من المجتمع التركيّ توافق بوضوح على إرهاب داعش. وثانياً، يعكس انسلاخاً مثيراً للقلق عن الضحايا والجماعات التي ينتمون إليها. وقد يعود غياب التعاطف هذا إلى سياسة استقصاء "الآخر" (وقد يؤدّي إلى تحوّل شعور الآخر بالاستقصاء إلى عداء متطرّف يُترجم بأعمال عنف). وثالثاً، يبيّن الصفير والهتافات التي استمرّت أثناء إذاعة النشيد الوطنيّ اليونانيّ، أنّ ثقافة تركيا السياسيّة تغيّرت منذ وصول حزب العدالة والتنمية التابع للرئيس رجب طيب أردوغان إلى الحكم في العام 2002.