اجتمع الملك السعوديّ سلمان بن عبد العزيز آل سعود، في زيارته الأولى إلى الولايات المتّحدة الأميركيّة منذ تولّيه العرش، بالرئيس الأميركيّ باراك أوباما لمناقشة مسائل إقليميّة متعدّدة، أبرزها أنشطة إيران الإقليميّة المزعزعة للاستقرار وأعقاب الصفقة النوويّة الأخيرة. وقد طمأن أوباما الملك السعوديّ بأنّ الاتّفاق يحول دون امتلاك إيران سلاحاً نوويّاً من خلال نظام تفتيش قويّ، وبأنّه يتضمّن بنداً بشأن استئناف العقوبات في حال انتهاك الاتّفاق. لكن بشكل عامّ، تسلّط حصيلة الاجتماع الضوء على جهود المملكة العربيّة السعوديّة المستمرّة للتصدّي لتأثير إيران في بعض البلدان العربيّة وإبطاله.
ونظراً إلى معارضة إدارة أوباما التورّط عسكرياً في الحروب المتعدّدة في الشرق الأوسط، قام السعوديّون بتوسيع قوّاتهم المسلّحة بشكل غير مسبوق كجزء من عقيدة دفاعيّة سعوديّة. فأنفقوا أكثر من مئة مليار دولار على التوسّع العسكريّ التقليديّ في السنوات الخمس الماضية، وخصّصوا 50 مليار دولار للسنتين المقبلتين، وهم ملتزمون التزاماً تامّاً بتخطّي قوّة الإيرانيّين وقادرون على ذلك. ويسعى السعوديّون إلى تحقيق ذلك من خلال قيادتهم لتحالف عربيّ يمكنه الدفاع عن الأراضي العربيّة ضدّ الميليشيات الشيعيّة العربيّة التي تدعمها إيران وتسلّحها، وتنفيذ عمليّات مكثّفة لمكافحة الإرهاب ضدّ تنظيم الدولة الإسلاميّة، ويمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل.