تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

مسؤول إيرانيّ في بيروت: هذا ما يحصل مع موسكو وواشنطن والرياض

على مدى يومي 1 و2 أيلول/سبتمبر، قام نائب وزير الخارجيّة الإيرانيّة للشؤون العربيّة والأفريقيّة حسين أمير عبد اللهيان بزيارة بيروت ولقاء عدد من المسؤولين اللبنانيّين. كما التقى مسؤولين أمميّين حضروا خصوصاً للاجتماع به والبحث معه في المسألة السوريّة. كشف كلام اللهيان في العاصمة اللبنانيّة أموراً هامّة حول العلاقة مع موسكو وواشنطن والرياض، كما رواها إلى موقعنا بعض الذين التقوه.
RTX1QKDB.jpg
اقرأ في 

لم يكن مرور نائب وزير الخارجيّة الإيرانيّة للشؤون العربيّة والأفريقيّة حسين أمير عبد اللهيان، إلى بيروت على مدى يومي 1 و2 أيلول/سبتمبر مجرّد خطوة شكليّة في طريقه إلى دمشق، بل جاءت زيارة المسؤول الإيراني لتحمل أكثر من رسالة لبنانيّة وإقليميّة ودوليّة. رسميّاً، التقى اللهيان عدداً من المسؤولين اللبنانيّين، بينهم رئيس الحكومة تمّام سلام ورئيس البرلمان نبيه برّي ووزير الخارجيّة جبران باسيل، إضافة طبعاً إلى لقائه أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله. لكنّ اللافت في زيارة المسؤول الإيرانيّ، كان لقاءه أيضاً ممثّلة الأمين العام للأمم المتّحدة في لبنان سيغريد كاغ، وكذلك الموفد الدوليّ الخاصّ إلى سوريا ستيفان ديمستورا.

أكّد قريبون من بعض المسؤولين اللبنانيّين الذين اجتمعوا باللهيان، لموقعنا أنّ الرجل حرص على تطمين الذين التقاهم في بيروت حيال ثبات المواقف الإيرانية من قضايا المنطقة، حتى بعد الاتفاق النووي. وهو كان دقيقاً في إيصال مضامين الرسائل التي يحملها إليهم. فعلى الصعيد اللبنانيّ الداخليّ، بات معلوماً أنّ التركيز منصبّ راهناً على قضيّة الشغور في رئاسة الجمهوريّة اللبنانيّة، ومحاولة انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة، وذلك وسط خوف من تدخّلات خارجيّة أو حتّى أمميّة في هذه المسألة، خصوصاً أنّ مصادفة جعلت زيارة اللهيان إلى بيروت تتزامن مع صدور بيان عن مجلس الأمن الدوليّ الصادر في 2 أيلول/سبتمبر، يدعو إلى انتخاب رئيس لبنانيّ سريعاً. لذلك، يروي الذين التقوا اللهيان أنّ المسؤول الإيرانيّ أكّد لمضيفيه في بيروت أنّ طهران لا تتدخّل إطلاقاً في مسألة انتخاب الرئيس اللبنانيّ الجديد، وهي تصرّ على أن تترك هذه المسألة للّبنانيّين وحدهم، من دون أيّ تدخّل خارجيّ من أيّ نوع كان وبعيداً عن أيّ ضغوط على أيّ طرف لبنانيّ. ويكشف مسؤول لبنانيّ حضر أحد لقاءات اللهيان، عن أنّ كلام الرجل كان واضحاً في تلميحه إلى أنّ جهّات أوروبيّة فاتحت بلاده في موضوع الرئاسة اللبنانيّة، وأنّ بعض المسؤولين الأوروبيّين الذين زاروا طهران في الفترة الأخيرة، حاولوا طرح نوع من صفقة على المسؤولين الإيرانيّين، تقضي بأن يمارس هؤلاء ضغطاً على حزب الله في موضوع الرئاسة اللبنانيّة، مقابل وعود أوروبيّة وغربيّة في ملفّات أخرى لم يكشف اللهيان عنها. غير أنّ طهران كانت حاسمة في إبلاغ هؤلاء بأنّ هذا الموضوع مستحيل كليّاً بالنسبة إلى المسؤولين الإيرانيّين، وبأن الشؤون اللبنانيّة عموماً، ورئاسة الجمهوريّة خصوصاً، أمور متروكة في إيران لتقدير حزب الله وقراره في لبنان، وذلك بتوجيه مباشر من مرشد الثورة السيّد علي خامنئي، وبالتالي فلا قدرة لأيّ جهّة أخرى على تخطّي ذلك. وبالتالي، يتابع المسؤول اللبنانيّ الذي طلب عدم كشف اسمه، أنّ تأكيد اللهيان المتجدّد لمضيفيه في بيروت، أنّ بلاده ترفض التدخّل في الشؤون اللبنانيّة، كان رسالة متجدّدة بأنّ طهران تقف بكامل قوّتها خلف ما يراه حزب الله في أيّ موضوع لبنانيّ، وخصوصاً في مسألة انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة اللبنانيّة.

Access the Middle East news and analysis you can trust

Join our community of Middle East readers to experience all of Al-Monitor, including 24/7 news, analyses, memos, reports and newsletters.

Subscribe

Only $100 per year.