تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

مسؤول سوريّ: هكذا حصل الاتّصال بين دمشق والرياض

مسؤول سوري يؤكد لـ آلمونيتور زيارة اللواء علي المملوك إلى السعودية، ويشرح أن التحضير للخطوة بدأ بزيارة الأمير محمد بن سلمان إلى موسكو وأنها ستكون مفتوحة على تطورات كثيرة لاحقة.
RTX1H3KH.jpg
اقرأ في 

بيروت – ملاحظتان بارزتان تلفت نظر المنتقل من بيروت إلى دمشق هذه الأيّام: الأولى تراجع عدد الحواجز العسكريّة ونقاط التّفتيش المنتشرة من الحدود الدوليّة وصولاً إلى العاصمة السوريّة، والثانية رفع ملصقات إعلانيّة على طول تلك الطريق، تدعو الشباب السوريّ إلى الالتحاق بالجيش العربيّ السوريّ، لأنّه "وحده يجمعنا"، كما كتب على تلك اللاّفتات البلاستيكيّة الّتي احتلّت أعمدة الكهرباء وسط الطريق كافّة، ومن دون استثناء. ملاحظتان قد لا تكونان مرتبطتين منطقيّاً، لكنّهما تصلحان لبداية الحديث مع ذلك المسؤول الحكوميّ السوريّ عن آخر أوضاع بلاده وتطوّرات حروبها. يبدأ المسؤول السوريّ، الّذي طلب عدم ذكر اسمه، حديثه إلى موقعنا، بالطمأنة إلى أنّ تخفيف الحواجز العسكريّة على طول الطريق الدوليّة، مردّه إلى حال من الارتياح النسبيّ لدى سلطات بلاده للأوضاع العسكريّة والأمنيّة في العاصمة ومحيطها، وصولاً إلى الحدود اللبنانيّة. وقبل أن يدخل في مزيد من التّفاصيل الميدانيّة، سارع إلى إعطاء خلاصة سياسيّة معبّرة جدّاً عن أسباب هذا الارتياح النسبيّ، وقال: "جيشنا لم يتغيّر بشكل جذريّ في الأسابيع القليلة الماضية، لا عدداً ولا عتاداً. ومع ذلك، تمكّنت قوّاتنا المسلّحة في الفترة الأخيرة من تحقيق تقدّم مهمّ على أكثر من جبهة، في الزبداني شرق دمشق، في تدمر، في الشمال، وصولاً إلى الحسكة والقامشلي على الحدود العراقيّة. ماذا يعني ذلك؟ نحن لم تتضاعف إمكاناتنا، ممّا يعني أنّ المسلّحين هم من تراجعت إمكاناتهم. فكيف ذلك؟ بالضغوط السياسيّة طبعاً. هناك "حنفيّات" ما، كانت تدرّ عليهم السلاح والعتاد والذخيرة والمال، خفّت أو أقفلت، هذا هو التّفسير الوحيد المنطقيّ بالتّحليل والمعلومات".

وهنا، تجد الفرصة سانحة لتسأل السؤال الأكثر إثارة للفضول أمام أيّ مسؤول سوريّ هذه الأيّام: هل تقصد أنّ ذلك هو النتيجة الأوليّة للاتّصال الّذي حصل بينكم وبين السعوديّين؟ يبتسم المسؤول السوريّ من دون أن يؤكّد أو ينفي خبر الاتّصال، لكنّه يضيف: "إنّ المسألة لم تبدأ هنا، بل عند زيارة وليّ وليّ العهد وزير الدّفاع السعوديّ محمّد بن سلمان لروسيا في منتصف حزيران الماضي، فما أفادنا به أصدقاؤنا الروس أنّ لقاء المسؤول السعوديّ بالرّئيس الروسيّ فلاديمير بوتين، بدأ من جهة الطرف الأوّل بطرح مسائل التّعاون الاقتصاديّ والاستثماريّ وسواها من المواضيع العامّة، لكنّ فلاديمير بوتين سرعان ما نقل البحث إلى مسألة الإرهاب، إذ قال لضيفه إنّ ما يهمّ موسكو أيضاً كيفيّة مواجهة موجة التطرّف والأعمال الإرهابيّة، فأجاب محمّد بن سلمان أنّ مملكته تدرك التحدّيات الّتي تواجه روسيا في أوكرانيا والقوقاز وسواهما من المناطق الروسيّة في آسيا. وردّ بوتين بصراحة مباشرة أنّ ما يقصده ليس تلك المناطق، بل الإرهاب المتأتّي من سوريا خصوصاً، هو الأهمّ والأخطر".

Access the Middle East news and analysis you can trust

Join our community of Middle East readers to experience all of Al-Monitor, including 24/7 news, analyses, memos, reports and newsletters.

Subscribe

Only $100 per year.