طهران في مقابلة حصريّة مع المونيتور، تحدّث آية الله هاشمي رفسنجاني، أحد رجال السياسة الأكثر سلطة في إيران، عن مستقبل العلاقات مع الولايات المتّحدة، وردّ أيضًا على الإيرانيّين الذين انتقدوا الاتّفاق النووي بين إيران والقوى العالمية الخمس، قائلاً إنّهم "يقترفون خطأ". وبعد أن أقرّ بأنّ واشنطن ترغب على ما يبدو في "الابتعاد عن الماضي"، قال رفسنجاني إنّه لا بدّ من إثبات هذه المقاربة بالأفعال وإنّ تطبيق الاتّفاق سيكون خطوة كبيرة. وإنّ المقابلة التي جرت في مكتبه بطهران بتاريخ 28 تموز/يوليو، هي الأولى التي يجريها رفسنجاني مع وسيلة إعلاميّة أجنبيّة منذ وضع 'خطّة العمل المشتركة الشاملة'.
رفسنجاني هو رجل دين بارز شغل منصب رئاسة الجمهورية لدورتين رئاسيّتين، وقد تحدّث أيضًا حول الأزمات الإقليميّة، بما في ذلك علاقة طهران المتوتّرة بالرّياض. وقد أكّد أنّ إيران "ليس بينها وبين السعوديّة، أو أيّ دولة عربيّة أخرى، أيّ مشكلة في الأساس"، مذكّرًا بالاتّفاق السّعودي الإيراني في أعقاب الحرب العراقيّة الإيرانيّة التي استمرّت من العام 1980 وحتّى 1988، على الرّغم من دعم الرّياض السّابق لصدام حسين. هذا وأكّد رفسنجاني أنّ التّعاون مع السّعوديّة وغيرها من دول المنطقة هو "أولويّة في دستورنا". والجدير بالذّكر هو أنّ رفسنجاني ترأس محادثات جوهريّة مع الرياض في تسعينيات القرن الماضي، إلى جانب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني آنذاك حسن روحاني، وقد قادت هذه المحادثات إلى تعاون أمني مهمّ.