في وقت أصبح الكاريكاتور نوعاً صحافيّاً قائماً في حدّ ذاته في كبريات المؤسّسات الصحافيّة العملاقة في العالم، لا يزال رسّامو الكاريكاتور في المغرب يقاومون من أجل الوجود في مناخ تغيب فيه الحرّية وتكثر فيه القيود والخطوط الحمراء، سواء تلك التي تفرضها طبيعة المجتمع المحافظ أو نمط النظام السياسيّ القائم، ممّا يقلّص مجال الحريّة والإبداع بالنسبة إلى كثير من الرسّامين المغاربة الذين يجدون أنفسهم اليوم أمام خطوط حمراء متعاظمة تكثر شيئاً فشيئاً وتتجاوز الممنوعات الكلاسيكيّة كالملكيّة وقضيّة الصحراء الغربيّة والدين والجنس.
خالد كدار مثلاً هو واحد من أكثر رسّامي الكاريكاتور في المغرب موهبة وجرأة، معروف برسومه الجريئة التي تقفز فوق كلّ الـ"طابوهات" والمحرّمات الدينيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وهو أكثر من عانى من التضييق من طرف السلطة. فإضافة إلى المتابعات القضائيّة المباشرة بسبب رسومه، لم يسلم خالد من محاولات استغلال قضايا أخرى للنيل منه وإخراسه. وكان آخر هذه الملفّات الحكم الصادر في حقّه من طرف محكمة القنيطرة بداية شهر تمّوز/يوليو بسجنه ثلاثة أشهر نافذة بتهمتي "الثمالة العلنيّة" و"إهانة رجال الشرطة" في قضيّة تعود فصولها إلى صيف عام 2012 ، وهي تهم لطالما نفاها خالد مراراً.