تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

ميليشيات للمسيحيّين... يخترقها ميزان قوى وصراع محموم على المناطق المتنازع عليها!

شكّل المسيحيون مليشياتهم المسلحة لتحرير أراضيهم بعد استيلاء "داعش" عليها . وبهذه الخطوة انتهت التقاليد الهادئة التي كان يتبعها المسيحيون في الابتعادعن الصراعات ذات الطابع الأثني أو الصدام المسلح. الواقع أن هناك عدة خيارات أمامهم ، وجميعها تكتنفها المصاعب، وهذا يفسر الصراع الداخلي العميق القائم بين التيارات السياسية المسيحية والزعماء الدينيين المسيحيين .
An Iraqi Christian fighter, a member of Babylon Christian Battalion, stands guard near the site of car bomb attack in Baghdad, May 5, 2015. REUTERS/Stringer
 - RTX1BOU9
اقرأ في 

بغداد - بعد اجتياح مناطق الأقليّات في سهل نينوى والمتضمنة للمسيحين والايزيديين وغيرهم من الاقليات من قبل مقاتلي تنظيم "داعش" في 10 يونيو/حزيران من عام 2014، وعلى ضوء تراجع ثقة هذه الأقليّات بالحكومة الاتّحادية وحكومة الإقليم، شكّل بعضها ومنهم المسيحيين وحدات مسلّحة لتحرير أراضيهم. وكانت هذه الخطوة غير متوقّعة من جماعة مسالمة تماماً، لكنّها تعدّ جزءاً من مناخ سائد، فالجميع مسلّحون.

بيد أنّ الانقساميّة السياسيّة العراقيّة، بالتّضافر مع طبيعة توازن القوى بين الاطراف المتصارعة في السلطة، فرضت شروطها عليهم، إذ منذ ابتداء هذا العام قام عدد من المسيحيّون المهجرين من سهل نينوى الى المناطق الكوردية بتشكيل ميليشيات مسلّحة تتبع وزارة البيشمركة الكرديّة، في حين وضعت تنظيمات مسيحيّة أخرى من مناطق مختلفة من العراق نفسها تحت إدارة "الحشد الشعبيّ". وبهذا التطوّر، انتهت التّقاليد الهادئة الّتي كان يتبعها المسيحيّون في الابتعاد عن الصراعات ذات الطابع الإثنيّ أو الصدام المسلّح. وأيّاً كان الأمر، بات على المسيحيّين التّفكير بخيارات مستقلّة من دون استبعاد التّعاون مع الحكومة الاتّحادية وحكومة الإقليم بالطبع، لكنّهم يدركون جيّداً أنّ للآخرين عرباً كانوا أم أكراداً أهدافاً في أراضيهم لا تتطابق في النهاية مع أهدافهم. وعبّر عن ذلك لـ"المونيتور" سكرتير تحرير مجلّة "الفكر المسيحيّ" ظافر نوح وهو من مسيحيي العراق إذ قال: "مناطقنا في سهل نينوى تعدّ جزءاً من الأراضي المتنازع عليها بين المركز والإقليم، فالأكراد ينظرون إليها بوصفها مناطق كرديّة لا بدّ أن تكون ضمن خريطة الإقليم، بينما تنظر إليها الحكومة الاتّحادية على أنّها مناطق تابعة إداريّاً لها حتّى لو خضعت عمليّاً إلى نفوذ كرديّ".

Access the Middle East news and analysis you can trust

Join our community of Middle East readers to experience all of Al-Monitor, including 24/7 news, analyses, memos, reports and newsletters.

Subscribe

Only $100 per year.