الرباط — أعاد ظهور تنظيم "الدولة الإسلاميّة" النّقاش حول الحال السلفيّة في المغرب إلى الواجهة، ورغم تواجد أزيد من ألف مقاتل مغربيّ في جبهات القتال في سوريا والعراق، إلاّ أنّ التّنظيم لا يحظى بتأييد فئات محدودة وغير مؤثّرة من منظّري التيّار السلفيّ البارزين كالشيخ عبد الرزّاق أجحا، الّذي اعتقلته السلطات في مارس/آذار، وهو على وشك السفر إلى سوريا وفتيحة المجاطي الّتي نجحت في دخول مناطق حكم داعش في الرقّة.
وفي ما ظهرت على السّاحة ديناميّة سلفيّة جديدة أصبحت ميّالة إلى قبول المشاركة في الحياة السياسيّة والحزبيّة بالانضمام إلى أحزاب مقربة من السلطة، يخشى أن يسهم ذلك في إفقاد "شيوخ السلفيّة" مصداقيّتهم لدى الشباب السلفيّ، ممّا قد يدفعهم للجنوح إلى خيارات أكثر تطرّفاً، إذ كان لافتاً رفض بعض الشيّوخ السلفيّين المشهورين الإفتاء بجواز سفر المقاتلين المغاربة إلى سوريا، فالشيخ محمّد الفيزازي، وهو أحد وجوه السلفيّة المعروفين، أعلن عن موقفه المعارض مبكراً في يونيو/حزيران من عام 2013، وعلى منواله سار عبد الوهّاب رفيقي (أبو حفص)، الّذي قرّر خوض غمار الحياة الحزبيّة بدخوله حزب "النّهضة والفضيلة" بمعيّة سلفيّين آخرين. بينما رفض الشيخ عمر الحدّوشي الّذي يوصف بأنّه أكثر السلفيّين تشدّداً، تغيير ولائه لتنظيم "القاعدة" ومبايعة جماعة أبي بكر البغدادي، وشنّ هجوماً شرساً على التّنظيم الّذي سخر من إعلانه الخلافة ووصفها بأنها "كرتونية".