تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

نحو إعادة تأهيل المنظومة الاستخباراتيّة العراقيّة

ما الّذي أعاق بناء تجربة استخباراتيّة ناجحة رغم وجود مواجهات يوميّة مع القوى الإرهابيّة تعدّ في كلّ المقاييس تجربة كبيرة في التعلّم والتعرّف وإعادة التقويم؟ هذا الّتقرير يجيب على هذا السؤال...
Iraqi Interior Minister Mohammed Salem al-Ghabban (L) and Iraq's Defence Minister Khaled al-Obeidi (R) attend a ceremony marking the Iraqi Police Day's 93rd anniversary at a police academy in Baghdad January 8, 2015. REUTERS/Ahmed Saad (IRAQ - Tags: CIVIL UNREST MILITARY ANNIVERSARY LAW) - RTR4KL0R
اقرأ في 

ثمّة إتّفاق في العراق على أنّ القوى الأمنيّة والجيش يعانيان من ضعف استخباراتيّ كبير، أثّر في قدرتهما على إنتاج خطط وآليّات عمل قادرة على التصدّي للإرهاب. ففي أغسطس/آب 2014 عزت لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي، تدهور الوضع الامني في البلاد إلى عدم كفاءة الأجهزة الأمنية وضعف الجهد الاستخباري الميداني. وهذا الإتّفاق ناتج من تجارب مرّة فشلت فيها السلطات في توقّع هجمات الإرهابيّين المستمرّة على المدن العراقيّة، لا سيّما العاصمة بغداد. ففي 11 ايار/مايو 2015، أكدت اللجنة الامنية النيابية ان الخروقات الامنية في العاصمة بغداد هو استراتيجية جديدة لتنظيم "الدولة الإسلامية" لنقل المعركة داخل العاصمة بغداد مؤكدة تصاعد وتيرة الخروقات الامنية والاعمال الاجرامية في العاصمة. كما فشلت في التصدّي لهم أثناء المواجهات اليوميّة في المناطق الّتي شهدت معارك مباشرة مع "تنظيم داعش". في 17 آيار/ مايو 2015 أعلن تنظيم "داعش" في بيان ، سيطرته بالكامل على مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار بعد فرار الجيش العراقي منها.

وإنّ عدم قدرة العراق على بناء تجربة استخباراتيّة ناجحة، رغم أنّ القوى الأمنيّة خاضت معارك يوميّة ضدّ الإرهابيّين قدّمت فيها آلاف الضحايا، كان له أثر كبير في تقليص الخيارات الأمنيّة والسياسيّة لدى الحكومة العراقيّة، مثلما كانت له آثار كارثيّة على الأرض، سواء أكان بتوسّع إمكانات تنظيم "داعش" أم في استمرار الخروق الأمنيّة الّتي تكلّف البلاد خسائر بشريّة وماديّة بليغة. ففي 10 حزيران/يونيو 2015، قالت منظمة أهلية غير حكومية هي "الحملة الشعبية الوطنية لإدراج تفجيرات العراق على لائحة جرائم الإبادة الجماعية (حشد)"، ان "حجم الخسائر التي قدمتها القوات الأمنية العراقية وقوات الحشد الشعبي منذ سقوط مدينة الموصل في العاشر من حزيران العام الماضي وما تلاها، من احداث امنية ومعارك شرسة ضد المجاميع الإرهابية، بلغت قرابة الـ40 الف شهيد، و25 الف جريح وثلاثة الاف مفقود".

Access the Middle East news and analysis you can trust

Join our community of Middle East readers to experience all of Al-Monitor, including 24/7 news, analyses, memos, reports and newsletters.

Subscribe

Only $100 per year.