بابل، العراق - أثار شعار "لبّيك يا حسين" الذي أطلقه الحشد الشعبيّ في 25 أيّار/مايو 2015 على العمليّات العسكريّة لتحرير محافظة الأنبار من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلاميّة" على اعتبار ان أفراد تنظيم "الدولة السلامية" في الوقت الحاضر هم احفاد لقتلة الإمام الحسين بن علي من وجهة نظر الكثير من الشيعة، جدلاً طائفيّاً جديداً في شأن دلالات الأسماء في العراق. فهذا الشعار شيعيّ من حيث المدلول العام، ويستخدمه الشيعة في العراق وأنحاء العالم استذكاراً لمقتل الإمام الحسين بن علي في عام 626 م، ويعدّ نداء لأخذ الثأر من قتلته. من هنا، أثار حفيظة رؤساء عشائر العرب السنّة في الأنبار الذين اعتبروه غير مناسب لعمليّات عسكريّة تجري لتحرير محافظة تسكنها أغلبيّة سنيّة.
غير أنّ المتابع للشأن العراقيّ لن يجد في هذا الحدث غرابة، لأنّ توظيف الدين والأسماء ذات الدلالات الطائفيّة في السياسة ليس جديداً، كما أنّه انعكس بوضوح على الحياة الاجتماعيّة. فمنذ عام 2003، وهو العام الذي سقط فيه نظام الرئيس العراقيّ صدّام حسين بعد الاحتلال الأميركيّ، ارتفعت حدّة الصراع الطائفيّ، وبات الناس يعرفون طائفيّاً من أسمائهم. من هنا، سعى الافراد من كلا الطائفتين السنية والشيعية إلى استبدالها بأخرى تجنّباً لأيّ مضايقات أو حساسيّات طائفيّة، أو أعمال قتل على الهويّة مثلما حدث في عام 2006. ففي هذا العام، والعام الذي سبقه اندلعت اعمال قتل طائفي بين السنة والشيعة على نطاق واسع. وشهدت محافظة بغداد مقتل الكثير من الناس على أساس الهوية حيث يعثر على الجثث المجهولة الهوية بشكل يومي.