بغداد، العراق — مازالت ذكرى الاحتلال الإنكليزي للعراق في أواخر عام 1914والاحتلال الأمريكي في عام 2003، ماثلة للعيان في صور عدّة: القبور، والجسور، والهدايا، والتذكارات، والميداليّات، وقطع الّسلاح، والبدلات العسكريّة وغيرها من الرموز. هذه الأشياء التي باتت لها قيمة رمزية تبعث مشاعر مختلفة بين العراقيين، منها الإيجابية التي تشير إلى تجربة لقاء بدول متقدمة والتحالف معها، ومنها سلبيّة لا ترى فيها سوى صفحات سوداء يجب أن تُطوى.
يعود تاريخ مقبرة الجنود البريطانيّين في منطقة الوزيريّة في بغداد إلى عام 1914، وكانت حتى قبل 20 عامًا تبدو كمقبرة أوروبيّة من حيث توزيع المساحات الخضراء والنباتات والأشجار والقبور، وكان الناس يزورونها لاسيّما الشباب والطلاب. أمّا الآن فقد باتت مهملة للغاية. فبعض شواهد القبور مهدّمة، والعناية بالمزروعات الخضراء معدومة، وزوّارها قليلون جدًّا. تُعدّ هذه المقبرة أحد المعالم التّاريخيّة. فهي تُذكّر بحدثٍ مفصليٍّ في تاريخ العراق، ويمكن أن نجد فيها أسماء الجنود الإنكليز والهنود الذين قضوا في الحرب، وأبرزهم قائد الحملة البريطانية، فردريك ستانلي مود الذي توفي في عام 1917 في العراق وُدفن في هذه المقبرة.