غزّة، قطاع غزّة - على إحدى طاولات الكافيتيريا المخصّصة للطالبات في الجامعة الإسلاميّة في غزّة، جلست مجموعة من الطالبات الصمّ، ليناقشن بلغة الإشارة رسومهنّ الهندسيّة التي رسمنها بعد انتهاء إحدى محاضرات دبلوم تكنولوجيا الإبداع المخصّص للصمّ. إنّهنّ لا يختلفن بشيء عن الطالبات الأخريات في المكان سوى أنّ أيديهنّ تتشابك وتتسارع لتعبّر كلّ واحدة عن وجهة نظرها. إنّهن ضمن الدفعة الأولى الواعدة من الصمّ التي تكمّل تعليمها الجامعيّ في القطاع المحاصر.
وحين حاولت، كمراسلة لـ"المونيتور"، التواصل معهنّ، كانت إسراء السرساوي (26 عاماً) الوحيدة بينهنّ التي استطاعت تحدّي الصمّ، والحديث ببضع كلمات لترحّب بي. عرفت عندها للمرّة الأولى أنّ الإعاقة السمعيّة درجات. جلست معهنّ، واستمرّت المحادثة بلغة الإشارة، وكلمات بالكاد تفهم من طرفها، وبضع إشارات إشارات إيحائية بيديّ وكلمات على ورقة استطاعت إسراء فهمها. لم يدم التفاهم كثيراً، فأسعفتنا إحدى المدرّسات التي حضرت لتقوم بترجمة حديث إسراء وزميلاتها بلغة الإشارة.