يؤكّد مصدر عسكريّ لبنانيّ لموقعنا، أنّ عودة الظروف المناخيّة القاسية طيلة الأسبوع الثاني من نيسان/أبريل، وفي شكل غير معتاد في هذا الوقت من السنة إلى المناطق الجبليّة اللبنانيّة، شكّلت فرصة كبيرة لصالح الجيش اللبنانيّ في مواجهته مع المسلّحين الإرهابيّين. كانت درجات الحرارة في المناطق الجبلية شديدة الانخفاض فوصلت إلى 8 درجات مئوية (46 فهرنهايت) في خلال النهار، وانخفضت إلى 3 درجات مئوية (37 فهرنهايت) في المساء. فمنذ أشهر طويلة، كان ثمّة انطباع سائد لدى الجميع، بأنّ المجموعات الإرهابيّة المنتشرة على الحدود الشرقيّة للبنان مع سوريا، في مناطق جبليّة وجرديّة صعبة وشديدة الارتفاع تنتظر تحسّن الظروف المناخيّة، وانحسار موجة الصقيع التي تحطّ خلال فصل الشتاء في تلك المناطق، وبالتالي ذوبان الثلوج المتراكمة فوق تلك الجبال، من أجل تكثيف عمليّاتها الإرهابيّة ضدّ مواقع الجيش اللبنانيّ، كما مراكز مقاتلي حزب الله المقابلة لانتشار هؤلاء المسلّحين. غير أنّ عودة المناخ الشتويّ في نيسان/أبريل، أعاق على ما يبدو حركة أصوليّي "داعش" و"جبهة النصرة" المنتشرين في تلك المناطق، وأخّر خططهم لفترة قد تمتدّ إلى أسابيع مقبلة، بعدما أضافت عاصفة نيسان/أبريل طبقة جديدة من الثلوج فوق سلسلة جبال لبنان الشرقيّة.
لكنّ الأهمّ، أنّ هذا العامل المناخيّ والطبيعيّ قد تزامن مع عامل آخر عسكريّ لوجستيّ، جعل من تلك الفترة فرصة ذهبيّة واستثنائيّة للجيش اللبنانيّ. ويكشف المصدر العسكريّ نفسه لموقعنا، أنّ الأسابيع الماضية كانت قد شهدت وصول أسلحة أميركيّة الصنع، إلى القوى المسلّحة اللبنانيّة، شكّلت عاملاً نوعيّاً في تحقيق تفوّق ميدانيّ للجيش في مواجهاته مع الإرهابيّين. وإذ يتحفّظ المصدر نفسه عن عرض تفاصيل تلك الأسلحة، يؤكّد أنّها في مجملها تجهيزات متطوّرة جدّاً، سمحت للقوى المسلّحة اللبنانيّة برصد تحرّكات الإرهابيّين عن بعد، وفي شكل متواصل.