كما كان قد أشار موقعنا في مقال سابق، جاءت ذكرى مرور مئة سنة على الإبادة الأرمنيّة، لتتجسّد انقساماً في المواقف وفي وجهات النّظر في بيروت، لكنّ المسألة لم تتناول مجرّد تمثيل لبنان في احتفالي أرمينيا وتركيا، كما شرح المقال المشار إليه، بل تخطّته لتطاول المشهد في بيروت والموقف الرسميّ والحكوميّ الّذي يفترض بلبنان أن يتّخذه في هذه المناسبة.
ففي جلسة للحكومة اللبنانيّة، عقدت الثلثاء في 21 الحاليّ للبحث في الموازنة العامّة، خرج فجأة موضوع الإبادة الأرمنيّة إلى طاولة البحث، لا بل إلى مستوى الجدال، وذلك حين طرحت قضيّة إصدار الحكومة اللبنانيّة قراراً يقضي بإعلان 24 أبريل/نيسان من هذه السنة، يوم عطلة في مختلف الإدارات الرسميّة والعامّة ويوم إقفال وطنيّ عام، إحياء للذكرى المئويّة. وأكّد مصدر حكوميّ لموقعنا، أنّ الطلب جاء من عدد من الوزراء المسيحيّين داخل الحكومة، غير أنّه لم يلبث أن واجه تحفّظات من اثنين من الوزراء السنّة، إضافة إلى عدم حماس رئيس الحكومة اللبنانيّة تمّام سلام، السنيّ أيضاً، لإصدار قرار من هذا النّوع.