يحتلّ تنظيم "داعش" منذ أكثر من عام 6 بلدات رئيسيّة في الأنبار، تمتدّ من القائم إلى الرطبة، ثمّ عانة وراوة، وصولاً إلى هيت والفلّوجة. وقد فتح خلال الشهرين الأخيرين وحتى اليوم 6 جبهات جديدة، في وقت متزامن، تشمل حديثة ووسط الرمادي والثرثار وعامريّة الفلّوجة والكرمة والبغدادي، لاستكمال احتلال الأنبار في شكل نهائيّ.
وعلى الرغم من أنّ انتقال "داعش" إلى إشعال جبهة الأنبار، يرتبط في شكل مباشر بمحاولة تعويض الهزيمة التي مني بها في تكريت، فإنّ هذا الانتقال لم يكن مفاجئاً، خصوصاً أنّ الأنبار مثّلت على الدوام ساحة مفتوحة وواسعة ونموذجيّة أيضاً، من خلال البيئة الجغرافيّة المعقّدة للتنظيمات المتطرّفة طوال السنوات الماضية. فقد كانت مقراً لتنظيم القاعدة وعدد كبير من الفصائل المسلحة مثل الجيش الاسلامي وجيش المجاهدين وحماس العراق وشهدت عمليات عسكرية كبيرة طوال فترة الاحتلال الاميركي للعراق 2003 - 2012.