سيطر السؤال عن أولويّات المعارك مع تنظيم "داعش" في العراق على الأوساط السياسيّة والإعلاميّة، وبدا في أحيان حائراً، بين أولويّات متضاربة… كما أنّ عدم اليقين كان حاضراً بدوره، لدى كبار السياسيّين العراقيّين.
إنّ غياب الرؤية لما بعد معركة تحرير تكريت، يثبت أنّ العراق لا يدير حرباً شاملة حتّى الآن، وهذا واقع حال فرضته تعدّد القوى الموجودة على الأرض، والّتي تحمل كلاّ منها استراتيجيّات ودوافع وأولويّات تختلف عن الأخرى. وفي المجمل، فإنّ غياب الرؤية والتّنسيق والأهداف المشتركة قاد ويقود إلى وضع المزيد من العراقيل أمام تحرير مدن العراق بأقلّ نسبة من الخسائر. لقد كان قرار خوض معركة تكريت بإعلان من رئيس الوزراء حيدر العبادي في 25 مارس/آذار الماضي، بمثابة أمر واقع فرضته في البداية قوى "الحشد الشعبيّ"، الّتي لا نبالغ القول إنّها هي من قرّرت خوض معارك صلاح الدين، وتقدّمت في اتّجاه بلدات الدور والبوعجيل، قبل أن تتوقّف عند مشارف تكريت لتصبح العمليّة أكثر صعوبة.