دخلت اليمن أتون صراع إقليميّ بشدّة منذ سقوط العاصمة في أيلول/سبتمبر الماضي في يدّ الحوثيّين، ووصل الوضع السياسيّ إلى أفق مسدود، باستقالة رئيس الدولة ورئيس الوزراء في كانون الثاني/يناير الماضي، وثمّ بالفشل الكامل في الوصول إلى تسوية داخليّة، بينما استمرّ تمدّد الحوثيّ عسكريّاً. تحوّل اليمن إلى ساحة عمليّات عسكريّة مسلّحة لتحالف واسع من عشر دول هي كلّ دول الخليج، ما عدا سلطنة عمان، إضافة إلى الأردن ومصر والسودان والمغرب ومعها باكستان، ممّا يكشف عن حجم القلق من التمدّد الإيرانيّ. فهل هناك ما كان يبرّر هذا القلق؟
للمسألة أبعاد عدّة أوّلها متعلّق بالحوثي، وخفّته المستهترة بالتعامل مع السعوديّة ومصالحها في اليمن، حيث لم يحاول الحوثي طمأنة مخاوفها، ثم تجاوز ذلك بتمكين إيران من أمور حيويّة في اليمن، مثل تسليم ميناء الحديدة في 13 آذار –ثاني أكبر ميناء في اليمن- إلى شركة إيرانيّة. وانتقل الحوثي إلى مرحلة الاستفزاز من خلال مناوراته العسكريّة على حدود السعوديّة، وتصريحات قيادات الصفّ الأوّل المعادية للسعوديّة إلى درجة هزليّة، مثل الحديث عن اجتياح الرياض قريباً. وأخيراً، أغلق الباب ورفض دعوات الحوار في الرياض ثم الدوحة.