تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

مبادرة لحصار "داعش" وتحرير العسكريّين قبلها الأسد وأجهضها الآخرون

A Lebanese Army soldier inspects a weapon donated by the U.S. government to the Lebanese army during a ceremony at Beirut international airport August 29, 2014. REUTERS/Mohamed Azakir  (LEBANON - Tags: POLITICS MILITARY) - RTR44884
اقرأ في 

المبادرة الجديّة لإجلاء مسلّحي التّنظيمات الإرهابيّة من المنطقة الحدوديّة بين لبنان وسوريا وإطلاق سراح العسكريّين اللبنانيّين المختطفين لدى هؤلاء منذ 2 آب الماضي، لم يكتب لهما النّجاح، لأسباب سياسيّة وحسابات دوليّة، هذا ما كشفه لموقعنا المدير العام السّابق للأمن العام اللبنانيّ اللّواء جميل السيّد.

إنّ السيّد الّذي كان أحد أبرز رجال القرار في السلطة اللبنانيّة حتّى ما قبل عام 2005، والّذي استمرّ في تأدية أدوار حسّاسة وحيازته ثقة ملحوظة لدى كلّ من الرّئيس السوريّ بشار الأسد، كما الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله، روى لموقعنا أنّ قصّة تلك المبادرة بدأت في تشرين الثاني من عام 2014، ذلك أنّ بعد مرور أسابيع على اختطاف العسكريّين اللبنانيّين، وبعد سلسلة من الاشتباكات بين إرهابيّي "داعش" ومثيلاته من جهة، ووحدات الجيش اللبنانيّ ومقاتلي "حزب الله" من جهة أخرى، حاول السيّد تقديم مبادرة للخروج من تلك المراوحة الدمويّة. وكشف الجنرال المتقاعد أنّه زار دمشق في الأسبوع الأوّل من تشرين الثاني الماضي، والتقى الرّئيس السوريّ بشار الأسد، وعرض معه الأفكار العامّة لمبادرته، والّتي تقضي بأن يقوم الجيش اللبنانيّ بسلسلة عمليّات عسكريّة من الجانب اللبنانيّ للحدود عند منطقة جرود عرسال، بما يسمح له بالتّضييق على المسلّحين الإرهابيّين المتمركزين هناك. وتزامناً، يقوم الجيش السوريّ بخطوات مماثلة من الجانب المقابل، عند جرود منطقة القلمون السوريّة، حتّى إذا تمكّن الطرفان من تضييق الخناق على الإرهابيّين، تتدخّل جهة دوليّة أو أمميّة، وتتولّى القيام بوساطة مع هؤلاء تقضي بأمرين اثنين: السماح للمسلّحين بالانتقال من الجرود الّتي يكونون قد باتوا محاصرين فيها، إلى منطقة أخرى في شمال سوريا. ثانياً، أن يكون ذلك مقابل إطلاقهم سراح كلّ العسكريّين اللبنانيّين المحتجزين لديهم. وروى الجنرال السيّد لموقعنا، أنّه عرض مبادرته على الأسد أوّلاً، من أجل أن تقترن بداية بموافقته على تأمين الممرّ الآمن لهؤلاء المسلّحين من القلمون حتّى شمال سوريا، وهو ما يفترض اجتيازهم مئات الكيلومترات، تماماً كما حصل في وساطات سابقة في حمص وغيرها. وكشف الجنرال السيّد لموقعنا أنّ الرّئيس الأسد وافق على الفكرة، وأعطى الإشارة بالبدء في تنفيذها. وعندها، اقترح السيّد على الأسد إشراك الموفد الأمميّ إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في المبادرة منذ بداياتها، ذلك أنّ الأمم المتّحدة هي الجهة الوحيدة الصالحة لتجسيدها على الأرض، وهي الطرف الذي تولّى أصلاً عمليّات وساطة مشابهة من قبل. وبموافقة أيضاً من الأسد، أكّد الجنرال السيّد أنّه التقى دي ميستورا في دمشق أثناء زيارة الأخير في 9 تشرين الثاني الماضي، فعرض عليه اقتراحه. وبدوره، تحمّس الموفد الأمميّ للفكرة وقرّر متابعتها.

Access the Middle East news and analysis you can trust

Join our community of Middle East readers to experience all of Al-Monitor, including 24/7 news, analyses, memos, reports and newsletters.

Subscribe

Only $100 per year.