مدينة رفح - لا يزال الشاب عامر المقيد يذكر كيف بقي جسده ينزف دماً لمدّة فاقت السّاعة في أحد أروقة مستشفى أبو يوسف النجّار في مدينة رفح بجنوب قطاع غزّة، من دون أن يحظى بفرصة تلقّي العلاج على يدّ أحد الأطبّاء، وقال المقيد (24 عاماً) لـ"المونيتور": "لقد أصبت بشظيّة صاروخ إسرائيليّ خلال (مجزرة رفح) أثناء الحرب الإسرائيليّة الأخيرة على غزّة. وبسبب ازدحام مستشفى أبو يوسف النجّار، الوحيد في المدينة، بالجرحى والشهداء، بقيت أنزف دماً لمدّة ساعة حتّى أتت إحدى الممرّضات، وقدّمت إليّ العلاج على عجالة من أمرها، وطلبت مني إخلاء المستشفى فوراً لإفساح المجال أمام جرحى آخرين".
وترمز (مجزرة رفح) إلى عمليّة عسكريّة موسّعة، أطلقتها إسرائيل في الأوّل من أغسطس/آب الماضي خلال الحرب على غزّة، حيث فتحت المدفعيّات نيرانها بشدّة في كلّ نواحي المدينة. وسقط في يومها الأوّل 112 شهيداً، وتبعه سقوط 120 شهيداً آخر في اليومين الثاني والثالث، وفقاً لتقرير إحصائيّ أعدّته الجمعيّة الوطنيّة للديموقراطيّة والقانون حول جرائم الحرب الإسرائيليّة في رفح.