سجّلت الأوضاع الأمنيّة تطوّرات لافتة في الأيّام القليلة الماضية في لبنان، بدأت بانفجارين انتحاريّين في الحيّ العلويّ من طرابلس، ثمّ انتقلت إلى عمليّة مداهمة كبيرة لزنزانات السجناء الإسلاميّين في أكبر السجون اللبنانيّة، لتنتهي بتهديدات من قبل المنظّمات الإرهابيّة للسلطات الرسميّة اللبنانيّة وحزب الله. ثلاث محطّات مترابطة، تطرح أكثر من سؤال عمّا حصل، وعمّا قد يكون مرتقباً في الأيّام اللبنانيّة المقبلة.
بدأت المحطّة الأولى في جبل محسن، الحيّ العلويّ من مدينة طرابلس، ثاني المدن اللبنانيّة من حيث عدد السكّان بعد بيروت، وذات الغالبيّة الديموغرافيّة السنيّة. فمساء 10 كانون الثاني/يناير الجاري، قام انتحاريّان بتفجير نفسيهما في شارع يضمّ عدداً من المقاهي، حيث غالبيّة الروّاد من العلويّين. وكان واضحاً من طريقة تنفيذ الانفجارين أنّ المطلوب إيقاع أكبر عدد من الضحايا المدنيّين، إذ دخل الانتحاريّ الأوّل إلى مقهى مزدحم بروّاده، وفجّر نفسه. انتظر الإرهابيّ الانتحاريّ الثاني حتّى تجمّع السكّان لمساعدة مصابي الانفجار الأوّل، فاندسّ بينهم وفجّر نفسه بدوره. وهو ما أدّى إلى وقوع تسعة قتلى ونحو 40 جريحاً.