القاهرة - في الوقت الذي اعترفت الحكومة المصريّة رسميّاً بعودة التعثّر إلى مفاوضاتها مع أديس أبابا في شأن سدّ النهضة الذي يهدّد حصّتها المائيّة، تسعى القاهرة إلى استغلال هذا التقارب بين الكنيسة المصريّة ونظيرتها الإثيوبيّة, والذي ظهر بوضوح في الزيارة الأخيرة لبابا إثيوبيا إلى البابا تواضروس في القاهرة خلال الاحتفالات بأعياد الميلاد، للعمل على الدفع بمستقبل العلاقات بين البلدين، في ضوء تلك العلاقات التاريخيّة التي تربط الكنيستيّن منذ القرن الرابع عشر وحتّى انفصالهما عام 1959.
ويأتي ذلك، في ضوء اتّجاه القاهرة نحو استخدام أنواع مختلفة من القوى الناعمة على الأصعدة كافّة في محاولة لاستعادة دورها المفقود في إفريقيا، وتصحيح تلك الصورة المغلوطة عن مصر بأنّها تسرق مياه النيل على المستوى الشعبيّ في دول منابع النيل، وبالتزامن مع زيارة مرتقبة للرئيس المصريّ إلى إثيوبيا لحضور القمّة الإفريقيّة نهاية كانون الثاني/يناير الجاري.