في مساء بارد في اسطنبول، قد نصادف ما هو غير متوقّع لدى دخول ملهى ليلي: راقصون شرقيون (يُطلَق عليهم باللغة التركية اسم zennes أو rakkas أو koceks)، يدفعون بالأشخاص الأكثر كآبة إلى الرقص حتى ساعات الفجر الأولى. لقد كانت لسياسات الإدارة النيو عثمانية تأثيرات مفاجئة خلال العقد المنصرم، منها الزيادة التدريجية إنما المطردة في شعبية الراقصين الشرقيين وتوافرهم في مختلف أنحاء تركيا.
روى طارق، وهو في منتصف العشرينات، لموقع "المونيتور" ما معنى أن يكون راقصاً شرقياً في تركيا. فبعد طمأنته إلى أنه لن يتم الكشف عن اسمه الحقيقي ونشر صوره، قال: "عائلتي لا تعلم أنني أرقص لكسب معيشتي. في نظرهم، الراقصون الشرقيون هم عمّال جنس. أنا مثلي الجنس لكنني لست عامل جنس. أكسب معيشة لائقة من خلال فنّي". في الواقع، إنها مهنة صعبة أن يقدّم عرضاً على المسرح خمس مرات في الأسبوع، فضلاً عن الرقص في حفلات خاصة.