دمشق – تطوّرات متسارعة شهدتها الجبهة الشماليّة في سوريا، حيث تمكّنت "جبهة النّصرة" و"جند الأقصى"، بمشاركة "حركة أحرار الشام"، الإثنين في 15 ديسمبر/كانون الأوّل، من السيطرة على معسكري وادي الضيف والحامديّة التّابعين للجيش السوريّ في ريف إدلب الجنوبيّ، بعد أقلّ من 24 ساعة من إعلان معركة التّحرير، ويأتي ذلك بعد عامين من الهجمات المتكرّرة على هذين المعسكرين المحاصرين من قبل مقاتلي المعارضة منذ 11 شهراً.
ويقع معسكر وادي الضيف شرقي مدينة معرّة النعمان، الّتي استولى عليها مقاتلو المعارضة في التّاسع من تشرين الأوّل عام 2012، بينما يقع معسكر الحامديّة المحاذي لقرية الحامديّة - جنوبي المدينة (معرّة النعمان) على طريق دمشق – حلب، ويمتدّ المعسكران على مسافة 13 كيلومتراً وبعرض ثلاثة كيلومترات، وشكّلا قبل بدأ الثورة السوريّة خزّان الوقود الأكبر للجيش السوريّ، إلاّ أنّ مع بداية الصراع تحوّل المعسكران إلى مركز لتجمّع قوّات الجيش السوريّ ونقطة انطلاق قذائفه وصواريخه نحو قرى ريف إدلب، ويحتوي المعسكران على 40 نقطة عسكريّة، تضمّ نحو 1500 ضابط وعنصر من الجيش السوريّ، مدعّمين بـ50 آلية دمّر بعضها في وقت سابق، نتيجة الهجمات التي تعرّض لها المعسكران على مدار السنتين السابقتين، وكانت الطائرات المروحيّة الوسيلة الوحيدة لإيصال الإمدادات إلى المعسكرين المحاصرين.