لقد أثار النشاط الإعلاميّ لقائد قوّات "قدس" الإيرانيّة قاسم سليماني حساسيّة وردود فعل سلبيّة في العراق وبعض الدول الأخرى في المنطقة، إذ أنّه عمد إلى نشر صور له برفقة قيادات لميليشيات شيعيّة عراقيّة بعد كلّ انتصار تحقّقه القوّات العراقيّة ضدّ تنظيم الدولة الإسلاميّة. ويُدّعى بأنّ الصور ملتقطة من أرض المعركة، وبأنّ الانتصار قد جاء بسبب تواجد سليماني في المعارك، وأنّ من دونه لا يمكن للجيش العراقيّ أن يصدّ قوّات التّنظيم أو يرجعها إلى الوراء.
ويدخل هذا النّشاط، ضمن التّسويق الإعلاميّ لموقف إيران الإقليميّ وتصويرها على أنّها الطرف الغالب في الصراع والمنقذ لشعوب المنطقة من موجات عنف التّنظيمات المتشدّدة. كما أنّ ايران لا تتردّد في توظيف دورها الإقليميّ في محادثاتها النوويّة مع الغرب وبناء علاقاتها مع الولايات المتّحدة الأميركيّة. ويندرج كلّ هذا ضمن الصورة العامة لمطالبة إيران من دول المنطقة والمجتمع الدوليّ بالاعتراف بدورها الإقليميّ.