تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

إسرائيل وبولندا تتذكّران إنما تعيدان أيضاً بناء العلاقات بينهما

شارك الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين في تدشين متحف جديد في وارسو مخصّص للتاريخ اليهودي على امتداد ألف عام، ما يعكس رغبة بولندا ليس فقط في تذكُّر المحرقة إنما أيضاً في إعادة بناء علاقاتها مع إسرائيل.
Israel's President Reuven Rivlin and Polish counterpart Bronislaw Komorowski (center, L-R) visit newly built Museum of the History of Polish Jews in Warsaw October 28, 2014. The museum is a project that sets out to remember not just how Jews in Poland died, but how they lived. REUTERS/Kacper Pempel (POLAND  - Tags: POLITICS SOCIETY)   - RTR4BWEW
اقرأ في 

عشية الحرب العالمية الثانية، كان نحو ثلاثة ملايين يهودي يعيشون في بولندا، حيث كانوا يشكّلون بين 10 إلى 20 في المئة من السكان. كانت الجالية اليهودية حيوية ومبدعة ومزدهرة، وكانت تُصدر نحو 600 صحيفة يومية باللغتَين العبرية والييدية. كانت تملك 16 شركة تعمل في مجال الإنتاج المسرحي فضلاً عن عدد لا يُحصى من الأحزاب السياسية التي تغطّي الطيف السياسي بكامله من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار. كانت الجالية اليهودية في بولندا الأكبر والأكثر تنوعاً وحيوية وإبداعاً بين الجاليات اليهودية في أوروبا. باستثناء الجالية اليهودية الأميركية التي اكتسبت الجزء الأكبر من نفوذها بعد الحرب، يمكن القول بأن يهود بولندا كانوا يشكّلون الجالية الأكبر والأكثر نفوذاً وعظمة على امتداد تاريخ حياة اليهود في الشتات. عاش يهود بولندا حياة مكتملة المقوّمات. عدد كبير من الخصائص الثقافية للعالم اليهودي ظهر وازدهر في بولندا، بما في ذلك مصطلح shtetl الشهير، في إشارة إلى البلدات الهيودية الصغيرة في أوروبا الشرقية.

ثم وصل النازيون. بحلول نهاية الحرب العالمية الثانية، انخفض عدد اليهود في بولندا إلى بضع عشرات الآلاف الذين لجأوا إلى الغابات ومخابئ أخرى حيث تمكّنوا من البقاء على قيد الحياة، فضلاً عن 250000 كانوا قد فرّوا إلى المناطق الخاضعة للسيطرة الروسية ثم عادوا إلى بولندا. قُتِل نحو 90 في المئة من أبناء هذه الجالية في المحرقة وفي معسكرات الاعتقال. يصعب أن نصف كيف كانت أحوال يهود بولندا لتبدو اليوم لو أن المحرقة لم تقع. ويصعب أن نصف كيف كانت بولندا لتبدو اليوم لو أن يهودها لم يؤخَذوا منها فضلاً عن مناطق أخرى تتألّف من أقليات إثنية أخرى. قال لي جاسيك شودوروفيتش، السفير البولندي في إسرائيل، في حديث دار بيننا في منتصف تشرين الأول/أكتوبر الجاري: "كانت بولندا بلداً متعدّد الجنسيات والإثنيات والثقافات والأديان، لكن الحرب العالمية الثانية سلبت منّا كل هذه الصفات". خسِر الشعب البولندي الجالية اليهودية التي أبادها النازيون والمتواطئون معهم (وبينهم عدد كبير من البولنديين). وخسر أيضاً الأقليتَين الألمانية والأوكرانية اللتين ضُمَّت كل منهما من جديد إلى بلدها. وهكذا بعدما كانت بولندا مختلطة ومتنوّعة، تحوّلت دولة أحادية الطابع تتألف حصراً من البولنديين. يحب بعضهم أن تسلك الأمور هذا المنحى. لكن يبدو أن البولنديين يفتقدون يهودهم.

Access the Middle East news and analysis you can trust

Join our community of Middle East readers to experience all of Al-Monitor, including 24/7 news, analyses, memos, reports and newsletters.

Subscribe

Only $100 per year.