للوهلة الأولى، وفيما تستعرض الصّور على انستاغرام، لن تشغل بالك بما تراه: صور سيلفي، حفلات منزلية، سيارات أوروبية فاخرة، جاذبية وأناقة لا يعلى عليها. لكن إذا نظرت عن كثب، قد تصادف أحيانًا غطاءً للرأس وتلاحظ اللغة على لوحات السيارات. عندها ستظنّ على الأرجح أنك تنظر إلى مجموعة صور للطبقة الغنية في إحدى دول الخليج في الشرق الأوسط، كالإمارات العربية المتحدة مثلاً؟ لقد أصبت بتقدير المنطقة، لكن إثنيًا، أنت بعيد كلّ البعد. هو بلد يقع إلى أقصى الشرق مقابل الخليج العربي: جمهورية إيران الإسلامية.
أنت تتصفّح حساب الانستاغرام الذي ينقل لك حياة أبناء وبنات طبقة إيرانية نخبوية، تشكّل 1 في المئة من سكان طهران. هم يعيشون في بلد كان الإعلام لا يزال يصوّره حتى وقت ليس ببعيد كمكان يحكمه الملالي ويسكنه المتطرفون الإسلاميون، حيث ترتدي النساء الشادور الأسود ويهتف الشعب "الموت لأمريكا" 365 يومًا في السنة. لم تعرف لائحة الصور النمطية نهاية حتى خرجت إلى العلن قصص الجنس، والمخدرات والكحول المنتشرة في صفوف النخبة الإيرانية، لدرجة بات البعض يدعو إيران بـ"الجمهورية الجنسيّة".