سلسلة طويلة من الانتقادات طاولت التسوية التي توصلت إليها الحكومة وقيادة الجيش اللبنانيّين مع المسلّحين الأصوليّين السنّة، لإنهاء الاشتباكات في منطقة عرسال، لكن مصادر وزاريّة وحزبيّة مواكبة للملف، أكّدت لموقعنا، أنّ "المسألة لم تنته بعد، وأن ما انتهى ليل الخميس في 7 آب لم يكن غير الجولة الأولى من الحرب".
في الوقائع، وبحسب مقال سابق، كانت الاشتباكات قد اندلعت في هذه المنطقة الحدوديّة بين لبنان وسوريا، في 2 آب الجاري، وذلك إثر توقيف الجيش اللبنانيّ لأحد المطلوبين بشبهة انتمائه إلى المجموعات الإرهابيّة التّابعة لتنظيم "القاعدة". بعدها شنّ المسلّحون الأصوليّون من فصائل "داعش" و"جبهة النصرة" سلسلة هجومات على مراكز الجيش، أدّت إلى سقوط أكثر من عشرين شهيداً من القوى المسلّحة اللبنانيّة. فضلاً عن تمكّن المسلّحين من أسر 42 عسكريّاً لبنانيّاً، 22 من الجيش اللبنانيّ و20 من قوى الأمن الداخليّ. بعدها، بدأت المعارك العسكريّة بين الطرفين. كما بدأ التفاوض بين الحكومة وقيادة الجيش من جهة، وبين المسلّحين من جهة ثانية، عبر مجموعة من المشايخ السلفيّين القريبين من المسلّحين. وليل 7 آب، أقرّت التسوية المفاجئة، وهي قضت بانسحاب المسلّحين من عرسال إلى جرودها، الواقعة أيضاً ضمن الأراضي اللبنانيّة. مع السماح لهم بنقل العسكريّين اللبنانيين الأسرى التسعة وثلاثين، بعدما كانوا قد أطلقوا ثلاثة منهم أثناء التفاوض.