ظلام موحش يخيّم على المكان، تشعر وكأنّ الزمن عاد بك مئات الأعوام إلى الوراء، إلى ما قبل اختراع الكهرباء. على مقربة من ركام المباني المدمّرة، ومن بين عشرات المباني الموحشة، ينبثق النور من بعض شرفات المنازل التي لا يزال يقطنها سكّانها، ليشعرك أنّ الحياة لا تزال هنا. أنت في حلب، العاصمة الاقتصاديّة وثاني أكبر مدن سوريا.
لم تعد الكهرباء بالنسبة إلى الحلبيّين من المتطلّبات الأساسيّة للحياة، فالانقطاع المستمرّ لها، جعل الأهالي يستغنون عنها شيئاً فشيئاً، وبات الحصول عليها عبر الشبكة النظاميّة من رفاهيّات الحياة.