يسلّط النزاع الأخير بين الفلسطينيّين والإسرائيليّين الضوء على عدد من الابتكارات في القتال الحربيّ. وتشمل هذه الابتكارات تقدّماً تكنولوجيّاً، إذ إنّ الفلسطينيّين يستعملون أنظمة صاروخيّة أكثر قوّة وأبعد مدى ونظام أنفاق متطوّراً، والإسرائيليّين يستعملون مجموعة من منهجيّات الحرب الحديثة، كالطائرات بلا طيّار والأسلحة الدقيقة. لكنّ الأهمّ من هذه التكنولوجيات قد يكون وسيلة القتال في القرن الحادي والعشرين التي أسمّيها "الحرب القانونيّة" (ما يُعرف بالانكليزيّة بـ "warfare").
يُقصد بالحرب القانونيّة، بحسب تعريف هذا الكاتب على الأقلّ، "استراتيجيّة استعمال القانون – أو إساءة استعماله – كبديل للوسائل العسكريّة التقليديّة لتحقيق هدف تكتيكيّ". وهناك وسائل عدّة لتنفيذ الحرب القانونيّة، لكنّ كلّ وسيلة تسعى إلى إحداث تأثير لا يمكن تمييزه عن تأثير القوّة المسلّحة الحركيّة أو الوسائل العسكريّة التقليديّة الأخرى.