إنّ الصراع المستمرّ بين السنّة والشيعة خلال السنوات الماضية قد ترك آثاراً سلبيّة واسعة على الأقليّات. وفي الانتكاسة الأخيرة سقطت مناطق مسيحيّة كثيرة في يدّ الدولة الإسلاميّة (المعروفة سابقاً باسم الدولة الإسلاميّة في العراق والشام أو داعش) المعروف عنها بالتشدّد الدينيّ ضدّ الأقليّات الدينيّة والمذهبيّة. وتشمل الأقليّات في هذه المناطق المسيحيّين بمختلف طوائفهم، الإيزيديين، الشبك وهم من الطوائف الدينيّة القريبة من الشّيعة. وتقطن معظم هذه الأقليّات في سهل نينوى الواقع في شمال شرق الموصل. هذا إضافة إلى أقليّة تركمانيّة شيعيّة تقيم في مدينة تلعفر 70 كم في شمال غرب الموصل. كما أن هناك تواجد لكلّ تلك الأقليّات في أحياء مختلفة من مدينة الموصل نفسها.
لقد أظهر المسلّحون بدء سيطرتهم على تلك المناطق وبأنّهم لا يحملون نظرة عدائيّة أو تضييقات دينيّة ضدّ الأقليّات، ولكن سرعان ما ظهر أنّ المنطقة خاضعة بالكامل لداعش التي تطمح إلى تطبيق رؤيتها الدينيّة المتشدّدة على مناطقها بالكامل، خصوصاً بعد إعلانها قيام الخلافة الإسلاميّة هناك.