كما توقع موقعنا، لم يتأخر عنف "داعش" عن الوصول إلى بيروت. تفجير انتحاري واعتقالات بالعشرات وأخبار عن شبكات إرهابية وتحضيرات لاغتيالات سياسية كبرى ومحاولات انقلابية ... غير أن هستيريا الخوف من هذا التنظيم الإرهابي من جهة، كما حسابات البعض في الاستثمار في الخوف لمصالح سياسية من جهة أخرى، فضلاً عن تعدد الجهات اللبنانية كما الدولية التي تتابع الموضوع... كل ذلك جعل الوصول إلى حقيقة ما جرى في بيروت في الأيام الماضية، مسألة تحتاج الكثير من التدقيق والتمعن.
بدأت عاصفة "داعش" تهب على بيروت يوم الثلثاء الماضي، في 17 حزيران. ففي مساء ذلك النهار عمدت القوى الأمنية اللبنانية بالتعاون مع عناصر من حزب الله، إلى إقفال عدد من الطرقات المؤدية إلى بعض المستشفيات المعروفة في الضاحية الجنوبية من بيروت. في اليوم التالي ذكرت أوساط قريبة من حزب الله لموقعنا، أن تلك الإجراءات قد اتخذت نتيجة معلومات وصلت إلى جهازين أمنيين لبنانيين، عن قيام "داعش" بالتحضير لاستهداف مستشفى تابع لحزب الله، حيث يمكن أن يكون ثمة عناصر تابعة لهذا الحزب، يعالجون من إصابات لحقت بهم نتيجة مشاركتهم في القتال في سوريا. كما ذكرت المعلومات نفسها لموقعنا، أن خبراً آخر ورد إلى حزب الله، عن إحتمال قيام "داعش" بحفر أنفاق تسمح باستهداف مناطق انتشار الحزب، انطلاقاً من مراكز تابعة لتنظيم "داعش" داخل بعض مخيمات اللاجئين الفلسطينيين الموجودة في الضاحية الجنوبية من بيروت أيضاً، على مقربة من مناطق انتشار حزب الله. وكشفت الأوساط نفسها لموقعنا، أن الجهازين الأمنيين اللذين نقلا تلك المعلومات الأولية إلى حزب الله، أكدا أنهما قد تبلغاها من أجهزة أمنية غربية.