تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

زيارة إلى دمشق: مدينة الشاحنات والحواجز والانتخابات

A man takes a photo of his friend in front of a poster of Syria's President Bashar al-Assad at Umayyad Square in Damascus May 16, 2014. Syria is holding a presidential election for June 3, preparing the ground for Assad to defy widespread opposition and extend his grip on power, days after he said the civil war was turning in his favour. Opponents have dismissed the vote as a farce.   REUTERS/Khaled al-Hariri (SYRIA - Tags: POLITICS ELECTIONS CIVIL UNREST CONFLICT) - RTR3PGCV
اقرأ في 

الحواجز العسكريّة الكثيفة وطوابير الشاحنات الآتية من بيروت والغابات المعلقة من صور المرشّحين للانتخابات الرئاسيّة، ثلاثة معالم طاغية على العاصمة السوريّة هذه الأيام. أوّل ما يلفت الآتي إلى دمشق من جهة العاصمة اللبنانيّة عبر معبر المصنع، كثافة حركة المسافرين بين البلدَين. سوريّون يتنقلون في الاتجاهَين، ولبنانيّون يحتشدون عند بوابات التدقيق في وثائق الانتقال بين "البلدَين الشقيقَين". بين هؤلاء عدد لا ينتهي من باصات نقل الركاب الكبيرة، من الحجاج الشيعة. تسألهم عن وجهتهم، فتفاجأ بشكل مزدوج. بعضهم  ذاهب لزيارة مقام السيّدة زينب، بالقرب من دمشق. تلك المنطقة التي ظلت طيلة سنتَين ونيّف محور قتال عنيف، قبل أن يتردّد أخيراً أن الموقع الديني المقدّس بالنسبة إلى المسلمين الشيعة بات آمناً وفي عهدة القوى المؤيّدة للنظام. وذلك خصوصاً إثر التطوّرات الميدانيّة في منطقة الغوطة. أما البعض الآخر من الحجاج، فذاهب لاجتياز كامل الأراضي السوريّة والوصول إلى العراق، لزيارة الأماكن الشيعيّة المقدّسة هناك. وجهتان يفترض أن تكونا محفوفتَين بالأخطار. لكن الحجاج الشيعة اللبنانيّين مطمئنون. اطمئنان يحرص السوريّون العابرون على تأكيده. يردّون على استغرابك ومفاجأتك بثقة: لا خطر إطلاقاً. كل سوريا مفتوحة لتنقّل الناس بسلام.

بعد عبور الحدود، تبدأ سلسلة الحواجز العسكريّة. أكثر من تسعة حواجز على طول الكيلومترات الأربعين الفاصلة بين المعبر ودمشق. الدواعي أمنيّة. التفتيش دقيق لكل السيارات وكل الركاب. في صفوف الانتظار الطويلة على تلك الحواجز، يشرح لك بعض السوريّين أن الاستنفار الأمني الدائم ضروري وواجب. فالمنطقة، على الرغم من سيطرة الجيش السوري عليها، ما زالت معرّضة لكل أنواع المخاطر والاختراقات. فأنت على بعد مئات الأمتار لا غير من مواقع للمسلحين. هنا أنت تعبر وسط الزبداني، حيث آلاف المسلحين المعارضين الذين ينتظرون مساعي مصالحة بينهم وبين النظام. هذا التجمّع السكاني قبالتك هو منطقة معضميّة الشام، حيث أجريت مصالحة قبل أسابيع، وما زال المسلحون على الأرض. صحيح أن الأمن مستتب، لكن ثمنه هو هذه السلسلة الطويلة من الحواجز وعمليات التفتيش ومعاناة الانتظار تحت الشمس.

Access the Middle East news and analysis you can trust

Join our community of Middle East readers to experience all of Al-Monitor, including 24/7 news, analyses, memos, reports and newsletters.

Subscribe

Only $100 per year.