تواجه السعودية اليوم أمراً أكثر إثارة للتحدّي من الثورة - احتجاجاً شبابياً متقطّعاً وغاضباً يجري التعبير عنه حتى الآن في العالم الافتراضي فقط. فقد بدأ أكثر من اثنَي عشر رجلاً وامرأة ينشرون في الأسابيع الأخيرة أشرطة فيديو عبر موقع "يوتيوب" في خطوة يائسة للفت الانتباه إلى تهميشهم الاقتصادي والسياسي والتحذير من عواقبه.
وقد كشف المحتجّون عن أصولهم القبلية عبر إظهار بطاقات هويّاتهم التي بيّنت أنهم ينتمون إلى مجموعات متنوّعة، منها الدواسر والحربي والجهني والمالكي والشمري. تعبّر لغتهم عن شعور متجذّر في النفوس بأنهم لا يُعامَلون كمواطنين ذوي حقوق وواجبات. بل يَبدون رجالاً ونساء قبليين مقصيّين على هامش الثروة والازدهار. فهم لا يشعرون بالانتماء إلى الدولة القومية بصفتهم مواطنين سعوديين.