تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

نهاية عصر العمالة الرخيصة

Ethiopian migrants walk on the side of a road during their journey from the Red Sea Yemeni town of Medi to Haradh town on the border with Saudi Arabia March 22, 2012. Some 12,000 migrants, mostly from the Horn of Africa, are stranded in Haradh, which they use as a stepping stone to reach Saudi Arabia, according to the International Organization for Migration (IOM).     REUTERS/Khaled Abdullah (YEMEN - Tags: POLITICS SOCIETY IMMIGRATION) - RTR2ZPE5
اقرأ في 

في شهر نوفمبر الماضي انتهت في السعودية المهلة التصحيحية التي منحتها الحكومة للعمالة الوافدة المخالفة لأنظمة الإقامة أو العمل. لتبدأ مع نهاية المهلة حملة جديدة للتفتيش عن أي عمالة متبقية مخالفة للأنظمة. خلال المهلة بلغت أعداد الذين غادروا أو تم ترحليهم من العمالة المخالفة أكثر من مليون وافد، كما تم تصحيح وضع أكثر من 3 ملايين منهم. وفي نفس الفترة – أي خلال أقل من سنة - تم توظيف أكثر من 250 ألف مواطن بالقطاع الخاص، وأكثر من 700 ألف مواطن خلال الثلاث سنوات الماضية، وهو رقم قريب من إجمالي السعوديين الذين كانوا يعملون في القطاع الخاص قبل أربع سنوات، أي قبل بدء مشاريع إصلاح سوق العمل الذي بدأته وزارة العمل في السنوات القليلة الماضية. نهاية المهلة وبدء حملة التفتيش واستمرار التشريعات والقوانين التي تسنها وزارة العمل لإصلاح هيكل سوق العمل وتقليل تدفق العمالة الرخيصة الوافدة، والدفع لإدخال أعداد أكبر من المواطنين للعمل في القطاع الخاص، كلها تصب في اتجاه تغيير جذري في شكل الاقتصاد السعودي، لن يقتصر تأثير هذا التغيير على النواحي الاقتصادية فحسب، وإنما سيكون له آثار ممتدة على النواحي الاجتماعية والسياسية.

بدأ تدفق العمالة الوافدة بشكل متزايد في منتصف السبعينات، بالتزامن مع بداية الطفرة النفطية الأولى التي وفّرت للدولة الموارد الكافية لتنفيذ مشاريع ضخمة في البنية التحتية. كما أن الدولة استغلت تدفق العمالة الوافدة كأحد وسائل توزيع الثروة، خاصة على سكان مدن الأطراف. فبالإضافة إلى الوظائف الحكومية التي كانت تمثل القناة الرئيسية لإعادة توزيع عوائد النفط بين المواطنين، كان استقدام العمالة الوافدة الرخيصة وسيلة فعّالة للحصول على دخل معقول بالنسبة إلى كثير من المواطنين، خاصة لمن لم تتسنّ له فرصة الحصول على وظيفة حكومية، حيث استغل كثير منهم سهولة استقدام العمالة من أجل جلبهم إلى المملكة وإعادة تأجيرهم لمؤسسات أو شركات أخرى، أو من خلال ترك العامل حرّا في البحث عن مصادر رزقه مقابل دفع مبلغ ثابت لكفيله الذي استقدمه. وأخيرا كان البعض يستقدم العمالة ويوفر لها الرخص اللازمة لتأسيس منشأة تجارية يديرها الوافد بشكل كامل ويقوم بدفع مبلغ ثابت لكفيله. كل تلك الوسائل كانت تمثل مصادر دخل رئيسية لمئات الآلاف من الأسر السعودية.

Access the Middle East news and analysis you can trust

Join our community of Middle East readers to experience all of Al-Monitor, including 24/7 news, analyses, memos, reports and newsletters.

Subscribe

Only $100 per year.