شهدت الثورة السوريّة بروزاً واضحاً للتيار السلفي بألوانه المختلفة الجهاديّة والتقليديّة والحركيّة، وقد ارتبط هذا الحضور بطبيعة الثورة السوريّة التي انطلقت ونمت في الأرياف والأطراف والمدن الهامشيّة، بينما انقسمت الحركات ذات الطابع الصوفي ما بين مؤيّد للثورة ومعارض لها (موالي للنظام) وصامت من دون تقديم أي موقف معلن واضح.
هذا "الكمون" الصوفي يطرح تساؤلات جوهريّة حول نمط التديّن السوري الذي طغت عليه في خلال العقود الماضية الطبيعة الصوفيّة، حول ما إذا كان سيتّجه نحو الفقه السلفي أم أنّ هذه الحالة "مؤقّتة" مرتبطة بحيثيّات الثورة، وحول ما إذا كانت الصوفيّة ستستعيد حضورها في خلال الفترة المقبلة وتحديداً في معقلها الكبير، المدينتان الرئيستان دمشق وحلب.