ارتبطت صورة اليمن النمطيّة في العقود الأخيرة بالمحافظة الشديدة والفصل ما بين النساء والرجال وسيطرة الأخيرين على مجريات الحياة اليوميّة. لكن المشهد لا يبدو هكذا هنا، إذ نجد مجموعات من الشبان والشابات والنساء والرجال يتحدّثون ويتناقشون في مقاهي مفتوحة. وهي ظاهرة انتشرت في السنوات العشر الماضية وتزايدت بشكل لافت على امتداد العاصمة صنعاء في خلال السنوات القليلة الأخيرة، بما في ذلك داخل مدينة صنعاء التاريخيّة القديمة. لكنها تركّزت بشكل أساس في جنوب غرب صنعاء حيث الحيّ الأكثر ثراءً وانفتاحاً في المدينة (شارع حدّة الحي السياسي). فتحوّلت إلى ملتقيات من الطراز الرفيع مخصّصة للطبقات الأكثر حظوة القادرة على تحمّل تكاليفها.
وهذه المقاهي تأتي بأسماء أجنبيّة، وهي تشبه إلى حدّ كبير أي مقهى في عمان أو القاهرة أو بيروت، مع فارق وهو أناقة وفخامة أبنيتها الحجريّة هنا.