كشفت تداعيات الغارة الاسرائيلية على دمشق ، ضيق هامش النظام السوري بخصوص قدرته على احتواء اي تدخل عسكري خارجي كبير في سوريا . فالغارة اثبتت ان حماية منظومة الدفاعات الجوية الروسية في سوريا لايعتد بها بنسبة عالية تجاه ردع مثل هذا النوع من الهجمات التي تنفذها طائرات حربية من مناطق بعيدة خارج الاراضي السورية . وعليه فان الحماية الجوية العسكرية الروسية للنظام تصبح بنسبة عالية عديمة الفائدة في حال قرر الناتو مثلا ان يوجه ضربة جوية استراتيجية للنظام ، وليس مجرد غارة. كما تصبح هذه الحماية الروسية ببعديها العسكري والسياسي ، مشكوك بها بشكل كبير، فيما لو قرر الرئيس الاميركي الذهاب مع الناتو لتنفيذ ضربة استراتيجية لسوريا من خارج مجلس الأمن الذي تتمتع بداخله روسيا بامتياز حق النقض ( الفيتو ).
وتوحي كل هذه المؤشرات ، ان حماية موسكو للنظام السوري ، مع أهميتها، تبقى محصورة في حدود الدفاع السياسي عنه . علما انها اصبحت بعد تفاهمات لافروف - كيري الاخيرة ، مشروطة بالتزام الاسد بتطبيق كامل بنود ورقة جنيف التي هي الان محل تفاوض بين موسكو وواشنطن بخصوص بعض نقاطها الغامضة، وبخاصة البند المتعلق بمصير الاسد . ،