تتيح الأزمة السورية المتمادية لكثير من اللبنانيين الذين لم يتفاعلوا يوما مع شعب البلد المجاور لبلدهم عن قرب اكتشاف آخرين يخالفون الانطباعات السائدة عن السوريين في لبنان. اكتشفوا أن جيرانهم ليسوا على نمط واحد في الثقافة والقدرات والإمكانات وطرق العيش، لا بل أن التنوع في ما بينهم كبير وثمة بينهم طبقة ثرية تشابه في سلوكها عموماً سلوك اللبنانيين المأخوذين بالمظاهر على وجه الإجمال .
يظهر ذلك على نحو خاص من خلال سيارات فارهة من ماركات معينة يقتنونها ويتجولون بها في شوارع بيروت والضواحي التي يسكنها الأغنياء، وأيضاً قاعات الفنادق الفخمة والمطاعم الغالية التي يحولونها أمكنة لقاءات لهم، بحيث تغلب على الأصوات في داخلها اللهجة الشامية أو الحلبية، علماً أن نسبة كبيرة من السيدات السوريات يتحدثن الأجنبية، الإنكليزية أو الفرنسية بما يوحي للسامعين أنهن يتحدرن من عائلات أريستوقراطية عريقة .