يرجع الشاب محمد عويضة (18عاما)من عمله في سوق فراس بمدينة غزة حيث يعمل فيه بذبح الدجاج وبيعه متضايقا ويغطي وجهه بالأغطية حزينا لما يسمعه من همسات حول والده أشرف عبد السميع عويضة (41عاماً)، والدته ختام عادة ما تذهب إليه لتطمئن، فتسأله: "ماذا دهاك؟، لماذا كل هذا الحزن؟!"، فيرد عليها: "والدي يا أمي، كل الناس تتحدث بأنه كان عميلاً لإسرائيل". وبحنان الأم، وثقة الزوجة التي قضت مع زوجها اكثر من عشرين عاما تخاطبه مستنكرة: " هل ستعرف أباك الآن يا حبيبي؟، أبوك شريف طول عمره، وانت تعلم أنه مات مظلوماً".
هذه الثقة التي تتكلم بها ختام زوجة أشرف عويضة الذي قتلته مجموعات مسلحة في غزة يوم الجمعة الموافق 16-11-2012 خلال الحرب الأخيرة على القطاع وألقته في أحد شوارع مدينة غزة مغطى بورقة تقول انه عميل لإسرائيل وتسبب بقتل عشرات القادة، هي ذاتها الثقة التي يتحدث بها مصدر أمني من وزارة الداخلية في حكومة غزة، لكنه رفض ذكر اسمه خلال التقرير، والذي أكد أن عويضة أخطر عميل تعتقله الحكومات الفلسطينية منذ الثمانينات، فقد تسبب بقتل أحد عشر قائدا فلسطينياً منهم خمسة قادة ينتمون إلى حركة حماس، موضحا أن عويضة كان يعتقد حتى اللحظات الأخيرة في الحرب أن هناك صفقة تبادل وأن اسرائيل ستأخذه عندها وتنقذه.
