إعلان الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين عن تحرير سوريا من تنظيم "داعش" في 6 كانون الأوّل/ديسمبر الماضي، وقبله في 20 تشرين الأول/ أكنوبر2017 إعلان قوّات سوريا الديمقراطيّة "قسد" عن تحرير الرقّة عاصمة التنظيم المزعومة، وهي ريف ومدينة من أكبر الحواضن العربيّة والشعائريّة في الشمال السوريّ، تبعتهما حتّى اليوم حالة من التنافس بين هاتين القوّتين على استقطاب العشائر لما تشكّله من ثقل في المنطقة ونظراً للدور الذي يمكن أن تلعبه مستقبلاً في ضمان بقاء أيّ من هاتين القوّتين راسخة على الأرض.
في مرحلة ما بعد "داعش"، تتسابق مختلف الأطراف المنتصرة لكسب العشائر السوريّة، التي تعمل الآن على توحيد صفوفها والانضواء في تشكيلات قتاليّة يبدو أنّها ترسم ملامح المرحلة المقبلة عسكريّاً وسياسيّاً. ويبدو التنافس جليّاً بين النظام السوريّ من جهة، وقوّات سوريا الديمقراطيّة "قسد" من جهة أخرى، بمعنى أنّ هناك تنافساً غير مباشر بين روسيا والولايات المتّحدة الأميركيّة لاستمالة العشائر في سوريّة، وأشار مراقبون إلى أنّ تركيا قد تدخل على الخطّ وتمارس الدور نفسه في الشمال السوريّ مع ازدياد خطر وحدات حماية الشعب الكرديّة YPG على حدودها.