مخيّم نهر البارد، لبنان - على بعد بضعة شوارع من منزل محمد الحاج حسين، نجد رسم غرافيتي غير متقن على أحد الحيطان، وقد كتب فيه، "حيّ نموذجي".
مقارنة بالأحياء السّكنيّة في لبنان ودول أخرى في العالم العربي، هذا كلام صحيح. نجد شوارع خرسانيّة واسعة تتخلّلها محالّ في زواياها، بالإضافة إلى عمارات سكنيّة معاصرة بألوان الباستيل مؤلّفة من منازل بغرف نوم متعدّدة وباحات نسيمها عليل. إلا أنّ نهر البارد ليس حيًا نموذجيًا بل أحد مخيّمات اللاجئين الفلسطينيّين، وهي أماكن في لبنان معروفة عادة بأنّها متداعية وشديدة الازدحام. وهو أيضًا غير نموذجي لأنّه يحافظ على البنيات الاجتماعيّة التي يمكن نسبها إلى القرى التي اقتلعت في فلسطين في العام 1948.