مدينة غزة، قطاع غزة — أن تعمل فتاة من قطاع غزّة سائقة، أمر مستهجن ومثير للغرابة ويرفضه المجتمع والأسرة والعادات والتقاليد كلّها. فهو بمثابة اختراق لمجال العمل الذكوريّ في القطاع، على الرغم من أنّ الكثيرات عملن في مجالات يحتكرها الرجال منها النجارة والحدادة والصيد، لإعالة أنفسهنّ وأسرهنّ. وعلى الرغم أيضاً من أنّ الكثيرات يحلمن بهذا العمل كنوع من الحرّيّة، إلّا أنّ مزاولته تعدّ ضرباً من الجنون.
فداء المغربي (22 عاماً) وآلاء خلف (24 عاماً) صديقتان تشتركان في حلم العمل ذاته. ففي استطلاع "المونيتور" لآرائهما حول قبولهما العمل سائقتين في حي الرمال وسط مدينة غزة، أجابتا معاً: "إنّنا نتمنّى"، فيما قالت خلف والابتسامة تعلو وجهها: "لطالما أفصحت سرّاً وعلناً عن حلمي بالعمل سائقة على الخطّ لوالديّ، ولكنّ رفضهم القاطع كان الجواب الدائم، لذلك أقلعت عن الفكرة وتركته حلماً في خيالي".