تميّزت الأشهر الثمانية عشر الأولى من تربّع الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود على العرش السعوديّ بسياسة خارجيّة حيويّة وديناميّة بشكل لم يسبق له مثيل أدّى إلى توسيع نفود المملكة. فقد أبدت الرياض في تلك الفترة استعداداً أكبر للمجازفة في الخيارات المتعلّقة بالأمن القوميّ مقارنة بالعقود الماضية. وفي خضمّ ذلك، اكتسبت السعوديّة نفوذاً استراتيجيّاً أكبر.
ويُعتبر قرار الملك القاضي باستعادة السيادة السعوديّة على جزيرتي تيران وصنافير غير المأهولتين في خليج العقبة، والاستحواذ عليهما من مصر مثالاً واضحاً على سياسته الحاسمة. فقد ترك الملوك السعوديّون بدءاً من الملك عبد العزيز بن سعود الجزيرتين تحت السيطرة المصريّة لتفادي الدخول في مسألة المرور عبر مضائق تيران التي تُعتبر مسألة حسّاسة. واليوم، تعتزم الرياض بناء جسر فوق المضائق لتوفير صلة وصل بريّة بين المملكة وشمال إفريقيا. وبالتالي، ستصبح الجزيرتان مأهلوتين على الأقلّ من قبل السلطات الجمركيّة وجباة الضرائب.