عندما يجتمع تركيّان أم أكثر في هذه الأيّام، لا مفرّ من تحوّل الحوار إلى التّساؤل عن دوافع الرّئيس رجب طيّب أردوغان وخططه لدور تركيا في الأوضاع السّوريّة المتدهورة أكثر فأكثر. والسّؤال هو: هل سيزّج أردوغان الجيش في المعارك داخل الأراضي السّوريّة؟
ضعفت بشدّة علاقة تركيا بالثّوّار السّوريّين نتيجة الانهيار الظّاهر لمحادثات جنيف 3 وتقدّم قوّات النّظام السّوري من شمال حلب بدعم من القوّة الجوّيّة الرّوسيّة. تجري تطوّرات دراماتيكيّة في ممرّ أعزاز- جرابلس الذي كان بمثابة شريان حياة بالنّسبة إلى الثّوار السّوريّين المدعومين من تركيا، والسّعوديّة وقطر، وأيضًا، إلى حدّ ما، بالنّسبة إلى الذين تؤيّدهم الولايات المتّحدة. لا تقتصر نتائج القتال هناك على حرمان تركيا من نفوذها الأهمّ في سوريا، بل يؤدّي ذلك أيضًا إلى هجرة جماعيّة للسّوريّين باتّجاه تركيا. وإنّ تركيا، المنهكة بالفعل بعد استضافتها لحوالي 2.5 ملايين لاجئ، تواجه حاليًا احتمال قدوم عشرات آلاف الوافدين الجدد إليها.