أثار توسّع تنظيم "الدولة الإسلامية" مخاوف عميقة من إمكانية انهيار دولٍ في الشرق الأوسط. بيد أن قراءة متأنّية للأوضاع تُظهر أن تنظيم "داعش" يساهم في الواقع في تعزيز دور الدولة تدريجاً باعتبارها الفاعل المحوري في السياسة الإقليمية. وهذا الأمر مهم من ثلاث نواحٍ.
أولاً، تقرّ مراكز النفوذ، مثل إيران وتركيا والسعودية، تدريجاً بضرورة التعاون الإقليمي. وفي نقطة بالغة الأهمية، تستند مقاربتهم في شكل أساسي إلى إبقاء الدول والمؤسسات الحكومية الراهنة على حالها. ينطبق هذا في شكل خاص على العراق وسوريا ولبنان التي تعاني من الأزمات.