يتعيّن على رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو العدول عن معارضته الشديدة للصفقة الإيرانيّة مع إيران لسبيين رئيسيّين. أوّلاً، تتّجه إيران نحو ردّ اعتبارها دوليّاً، إذ إنّ الولايات المتّحدة الأميركيّة وحلفاءها الأوروبيّين سيتعاونون بشكل متزايد مع طهران في مجال الأمن الإقليميّ في الشرق الأوسط. وثانياً، تساهم المذهبيّة الجغرافيّة في إعادة قولبة البيئة الاستراتيجيّة الإقليميّة بشكل سيصبح فيه الأمن الإسرائيليّ مهدّداً من الفاعلين السنّة لا الشيعة.
ومنذ توقيع خطّة العمل الشاملة المشتركة في 14 تموز/يوليو، ارتفعت أصوات كثيرة من داخل الجهاز الأمنيّ الإسرائيليّ منتقدة معارضة إدارة نتنياهو للصفقة. فالكثير من هؤلاء النّقاد يعتبر أنّ الخطر لا ينجم عن إيران نوويّة، بل عن إيران تتّجه نحو ردّ اعتبارها دولياً. وبالفعل، في حال رفع العقوبات، سيحظى النظام الإيرانيّ بفرصة أكبر لتنفيذ سياساته المعادية لإسرائيل. لكن من المهمّ النظر إلى القيود التي ستواجهها الجمهوريّة الإسلاميّة على ضوء الصفقة النوويّة.