انتهى أخيرًا إنكار قادة حماس وجود أيّ أزمة في علاقة تنظيمهم مع إيران، فالأمر بات رسميًا. في مقابلة مع الجزيرة بتاريخ 24 تموز/يوليو، اعترف المسؤول البارز في حماس موسى أبو مرزوق بعبارات لا لبس فيها بأنّ إيران أوقفت الدعم العسكري والمدني الذي أمدّت المجموعة الفلسطينيّة به لسنوات. بالإضافة إلى كميّة الأسلحة المدهشة التي كان يجري تهريبها إلى غزّة، كان الحرس الثوري الإيراني يقدّم المشورة، والمعلومات والتدريب لأعضاء في الجناح العسكري لحماس، محدّدًا بذلك طابع الحركة وأسلوب عملها لوقت طويل جدًا. بعبارات أخرى، إنّ حركة حماس التي كانت تتلقّى كميّة كبيرة من الأسلحة والمال، كانت ممثّلة إيران على حدود إسرائيل الجنوبيّة.
حتّى عندما اعتقد الأعضاء العمليّون في الحركة أنّه لا بدّ من توخّي الحذر الإضافي في العلاقات تجاه إسرائيل، تصرّف الجناح العسكري للتّنظيم، وهو كتائب عز الدين القسام، وكأنّه هيئة مستقلّة تتشابك مصالحها مع مصالح راعيها الإيراني. إنّ الموقف المعارض للرئيس بشار الأسد الذي اعتمده خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس، بعد اندلاع الحرب الأهليّة السوريّة، أدّى إلى الانفصال عن طهران. لكن مع مرور السنوات، حافظت بعض الفصائل على العلاقات مع النظام الإيراني آملة في أن ترأب الصّدع بين الجانبين بطريقة ما، إلا أنّ ذلك بات الآن جزءًا من الماضي.