في الأجواء الحاليّة الملتهبة طائفيّاً ليس من الغريب أن تتبع خبر وفاة الملك عبدالله انعكاسات واسعة جدّاً في الشارع الشيعيّ. لقد لقي الخبر اهتماماً بالغاً على كلّ المستويات السياسيّة والإجتماعيّة والدينيّة، وعلى مختلف أصناف المجتمعات الشيعيّة. لقد انقسمت ردود الأفعال إلى صنفين مختلفين تماماً: ففي حين سادت أجواء الفرح والإحتفال بين الكثيرين، عبّر قسم آخر عن أسفه لرحيل ملك سعوديّ عرف عنه الإعتدال والإصلاح، بحيث أنّ فرصة كبيرة للتّقارب السنيّ – الشيعيّ قد ضاعت بانتقال السلطة إلى الملك سلمان المعروف عنه بكونه محافظاً دينيّاً ومعارضاً لحرکة الإصلاح الّتي سار عليها عبدالله في أيّام حكمه.
كان يمتلك الملك عبدالله علاقات تاريخيّة طيّبة مع قيادات شيعيّة عدّة، منها السيّد موسى الصدر الّذي كانت تربطه به علاقات صداقة شخصيّة وقريبة جدّاً بالملك. كما أنّ القيادات الدينيّة الشيعيّة المعارضة لحكم آل سعود، وفي شكل محدّد حركة "حزب الله" الحجاز، قد دخلت في مشروع مصالحة وطنيّة كان يرعاها الملك في عهد ولاية عهده. وقد تحسّن وضع الأقليّة الشيعيّة في الإحساء والقطيف نسبيّاً في عهد عبدالله، واستمرّت العلاقات الطيّبة في شكل نسبيّ بين الملك والقيادات الشيعيّة الدينيّة مثل: الشيخ حسن الصفار والسيّد هاشم السلمان.