ابتلعت الثورة السوريّة خيرة كوادرها، فثمّة من فرُّوا خارج البلاد ومن قتلوا واعتقلوا وخطفوا. لقد هجر الشعب السوريّ بيوته من الموت المقبل، أو من المجهول الّذي يحمل في طيّاته الخوف والرّعب والموت البطيء. ففي هذه المرحلة، ظهرت جماعات في سوريا، وهي من هواة التّصوير، لتصوّر ما يحدث، ثمّ نشره سواء أكان على صفحات التّواصل الاجتماعيّ أم عبر وسيلة إعلاميّة ما. وأصبح اسم هؤلاء (المواطنين الصحافيّين)، لأنّ الصحافيّين لم يكن في مقدورهم مزاولة عملهم نتيجة الملاحقة والتّهديد.
ففي مدينة كوباني، الّتي تعرّضت لمدّة أربعة أشهر لقتال عنيف بين تنظيم الدولة الإسلاميّة في العراق والشام "داعش" من جهة، والقوّات الكردستانيّة من جهة أخرى، وقصف قوّات التّحالف لمواقع التّنظيم من جهة ثالثة، تحوّلت المدينة إلى حطام. ورغم ذلك، لم تتوقّف الحياة هناك،